الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الاحتمالات الممكنة لتنظيم "الكان" بعد ليّ الذراع بين المغرب وجماعة عيسى حياتو

نشر في  05 نوفمبر 2014  (16:46)

بعد انتظار طويل وشد وجدب بين الحكومة المغربية والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبعد المحاولات الكبيرة التي بذلها الطرفان من أجل إقناع العالم بأحقية وجدية قراراته، خرج رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة ، الكامروني عيسى حياتو بقرار لم ينتظره أشد المتشائمين المغاربة، وهو الرفض التام لاقتراح المغرب ونفي كل الحجج التي قدمتها الحكومة المغربية، وبالتالي رفض تأجيل كأس إفريقيا للأمم والقيام بتنظيمها في الزمن المحدد سلفا بين 17 جانفي و8 فيفري من السنة المقبلة.
قرار الاتحاد الإفريقي هذا والذي استند بدوره على مجموعة من الحجج و المبررات، جاء بعد اعتقاد الجميع أن ال"كاف" ستخضع لا محالة لاقتراح المغرب، وستقوم بتأجيل هذه النسخة إلى مواعيد لاحقة، خاصة بعد رفض مجموعة من الدول الإفريقية لتنظيم التظاهرة و تعويض المغرب بسبب داء إيبولا على غرار جنوب إفريقيا و السودان ومصر وتونس و الجزائر وغيرها من الدول الإفريقية، وكذلك بعد إعراب مجموعة من نجوم الكرة العالمية على دعمهم للقرار المغربي، و كان آخرهم الأسطورة الفرنسية ورئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم ميشيال بلاتيني الذي أكد في أحد خرجاته الإعلامية أن "صحة الإنسان أهم من كرة القدم".

تصريحات بلاتيني التي أدخلته في جدل مع "الكاف" ورئيسها الكامروني، ورفض مجموعة من الدول تعويض المغرب وتنظيم التظاهرة، لم يكبح الاتحاد الإفريقي عن "عناده" وتشبثه بقرار إجراء المنافسة في الزمن المقرر سلفا، فقد خرج عيسى حياتو أمس بقرار اتحاده النهائي وهو طبعا إجراء المنافسة في الزمن المقرر سلفا ومنح الحكومة المغربية مهلة 5 أيام من اجل اتخاذ قرار نهائي ،و هو القرار الذي يعيد إلى الواجهة من جديد العديد من التساؤلات والاحتمالات و السيناريوهات الممكنة لهذا المسلسل الذي لم ينته بعد، ومن بين هذه السيناريوهات يمكن الحديث عن أربع احتمالات ممكنة ينتهي بها هذا المسلسل المشوق.

الاحتمال الأول : رفض المغرب لقرار الكاف، والتمسك بالتأجيل

وهو الاحتمال الأقرب، فقرار التأجيل لم تتخذه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقط أو الوزارة الوصية على الرياضة، بل هو قرار حكومي و لم ينفك كل من وزير الرياضة محمد أوزين ووزير الصحة الحسين الوردي على التأكيد أنه "قرار سيادي" والقرارات السيادية كما نعلم "لا رجعة فيها"، وبالتالي من الصعب أن يدعن المغرب لقرار الاتحاد الإفريقي للعبة و يتراجع عن قراراته، هذا بالإضافة إلى أن المغرب أكد أكثر ما مرة أن قراراته مبنية على آخر التقارير التي تنشرها وتصدرها المنظمة العالمية للصحة حول تطور وباء ايبولا الفتاك.

الاحتمال الثاني : تمسك الاتحاد الإفريقي بقراره

هو الاحتمال الوارد جدا في حال رفض المغرب قرار عيسى حياتو الأخير،و هو ما يفتح الباب أيضا أمام مجموعة من التأويلات والاحتمالات، ففي حال رفض المغرب وبروز دولة افريقية أخرى مستعدة لتنظيم التظاهرة بدل المغرب، فسنكون حينها في وضع لا يحسد عليه، وستكون كرة القدم المغربية تحت مقصلة العقوبات التي سيصدرها الاتحاد الإفريقي، فكما أشارت بعض الصحف الجزائرية خلال تواجد عيسى حياتو بالجزائر، فإن الكاف سيصدر عقوبات قاسية على الاتحاد الكروي المغربي قد تصل إلى حد تجميد النشاط الكروي المغربي لأربع سنوات، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية
أما في حال لم يجد الاتحاد الإفريقي لبديل للمغرب من اجل تنظيم هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة، فإن المغرب حينها سيتنفس الصعداء وسيكون في موقف قوة اتجاه الكاف، و بالتالي فإن هذا الأخير سيكون أمام خيارين أحلاهما مر، إما الامتثال لشروط المغرب وتأجيل "الكان" لموعد لاحق، وإما إلغاء هذه النسخة نهائيا.

الاحتمال الثالث : حلول توافقية ترضي الطرفين
وهو ما جاء على لسان وزير الرياضة المغربي محمد أوزين، في تعقيبه على القرار الأخير الذي أعلنه عيسى حياتو، رغم أن التوافق في هذه الحالة يعتبر حلا صعبا، بحكم أن البدائل الممكنة تبقى نادرة جدا، وكما أكد أوزين فإن الجانب المغربي وخلال هذه المهلة التي أتاحها الاتحاد الإفريقي فسيسعى إلى خروج الطرفين بأقل الخسائر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي هذه الحلول الوسطية الممكنة و الكفيلة بإرضاء كلا الطرفين؟؟ الجواب سنتعرف عليه طبعا يوم السبت المقبل.

الاحتمال الرابع : خضوع المغرب لقرار الكاف وإجراء التظاهرة في موعدها
وهو بدوره احتمال ضعيف جدا، فكما سبق وأن اشرنا فإن المسئولين المغاربة خلال دفاعهم عن القرار المغربي الرامي لتأجيل التظاهرة بسبب وباء إيبولا لطالما أكدوا أن قرار الحكومة المغربية "سيادي ولا رجعة فيه"، وبالتالي فإن صورة وسمعة المغرب ستكون على المحك في حال قبوله بتنظيم التظاهرة في جانفي المقبل، خاصة وأن الدافع وراء قرار التأجيل هو حماية صحة المواطنين المغاربة ووقايتهم من داء ايبولا الذي ينخر الجسد الإفريقي منذ عدة أسابيع
موقع البطولة